مدونة على الطريق: 09‏/01‏/2011

أخبار العربية

شريط وذكر

ضع بريد ليصلك الجديد

مجموعات Google
ضع بريدك الإلكترونى ليصلك كل جديد فى المدونة
البريد الإلكتروني:

آخر الموضوعات

الأحد، 9 يناير 2011

لطائف عن بيت الله الحرام00لاتعرفها

 

لماذا وقف ترميم الكعبَة المُشَرَّفَة عند حدود الأساسات؟
من الطبيعي في عمل أي ترميم معماري شامل لأي مبنى أن يكون الكشف فيه عن حال الأساسات و تقييمها ضرورة لا يمكن إغفالها، إلا أن أسلوب الكشف و التقييم يختلف من وضع إلى وضع، فالكعبة المُشَرَّفة ذات مكانة قدسية، لذا فتقييم أساساتها يجب أن يأخذ طريقة خاصة لا تؤدي بأي حال من الأحوال إلى ما يخدش تلك القدسية من تجاوز إلى باطن القواعد الأساسية و أساليب تضمن صحة التقييم مع اعتبار ما للبيت من مهابة و تكريم.
تطَلَّب تقييم الأساسات في الوضع الحالي البحث في بعض الخلفيات التاريخية التي تساعد مع المشاهدات الواقعية في الموقع على الوصول إلى أفضل صورة ممكنة.
خلاصة المعلومات التاريخية المتوفرة توضح أن أساس الكعبة المُشَرَّفة منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام من الأحجار الصخرية المتداخلة المستقرة به دون أي مونة رابطة و التي يماثل شكلها أعناق الإبل كما روى عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عند كشفه للأساس (و أشهَد على ذلك خمسين رجلاً من الفُضلاء) و التي من غير الممكن أن تتعرض لأي هبوط أو فروق نتيجة أحمال مبنى الكعبة المُشَرَّفة بعد الترميم، و التي تُماثِل الأحمال التي كانت قائمة فوق الأساس منذ مئات السنين. و التي من المؤكد أنها قد أحدثَت كل الهبوط الممكن حدوثه تحت تثير هذه الأحمال، حيث أن الطبيعة الميكانيكية لتصرف هذه الكتل الصخرية المتداخلة المترابطة تجعل الهبوط الناشئ عن الأحمال ذا طبيعة فورية تقريباً ( خلال عدة أيام أو أسابيع على أكثر تقدير) تصل بعده الكتلة الصخرية إلى الاتزان مع وجود أقل نسبة فراغات ممكنة بين الأحجار، حيث لا تكون هناك أي إزاحة لتحرك هذه الأحجار لاحقاً تحت تأثير نفس الأحمال.
أجمعت كافة المشاهدات التاريخية و الحديثة عن عدم حدوث أي أضرار نتيجة هبوط للتربة أو الأساس أسفلها خلال نحو أربعمائة عام بعد إعادة بنائها، و كذلك قبل ذلك خلال أكثر من تسعمائة عام، بعد أن أعاد بنائها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، و التعديلات التي أجراها الحجاج بن يوسف الثقفي، حتى هُدِمَت بفعل السيل فقط، دون وجود أي مشاكل في الأساس.
و باستعراض ما تم تنفيذه من أعمال يتبين أن الجزء من جدران الكعبة المُشَرَّفة أعلى منسوب المطاف الحالي قد أُعيد تركيب أحجاره بصورة تضمن عملها كوحدة متجانسة ذات قوة عالية جداً، و ذات مقاومة عالية لإجهادات الشد نظراً لوجود تسليح موازٍ لاتجاه الحوائط لضمان الربط بين الشرائح المتجاورة و تسليح عمودي على اتجاه الجدران، لضمان ربط أحجار التكسية الخارجية مع الأحجار الداخلية، و أيضاً باستخدام مونة عالية الجودة لربط الأحجار مع بعضها البعض.
كما أن تجانس الجدران التام بارتفاع يزيد على 13.0 متر يضمن انتظام توزيع الإجهادات على المداميك أسفلها و بالتالي على التربة أسفل الجدران، أيضاً فإن هذه الجدران لها من القوة و المتانة و الترابط ما يضمن سلامة الكعبة المُشَرَّفة و عدم تأثرها حتى في حالة وجود أية تجاويف أو أماكن ضعيفة أسفل الجدران لقدرة الجدران حالياً على توزيع الأحمال على الاساسات.
يُستَنتَج مما سبق أن الأساس القائم للكعبة المُشَرَّفة في حالة ممتازة و صالحة للتأسيس، و لا يحتاج إلى معالجة من أي نوع لاستقبال أحمال الكعبة المُشَرَّفة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
ترميم سقف و أعمدة الكعبة المُشَرَّفَة
العنصر الأساسي في تكوين سطح الكعبة المُشَرَّفَة هو الخشب، و النوع الأمثل الذي يجب استخدامه في سطح الكعبة يجب أن يحمل مواصفات معينة منها:-
1- مقاومة الأحمال لأطول عمر افتراضي.
2- انخفاض درجة الانكماش لدرجة قريبة من الانعدام.
3- مقاومة التغير في الأجواء الحارة الجافة.
4- مقاومة الأرضة و الفطريات و الحشرات الدقيقة و الرطوبة المتسربة.
5- طول الجذوع بما يزيد على عشرة أمتار و بنفس درجة مقاومة الأحمال مع قطر لا يقل عن متر واحد بعد التهذيب و الإعداد للاستخدام.
انتهى التباحث العلمي الدقيق ،بعد الاتصال بمراكز في أوروبا و استراليا و نيوزيلندا، على اختيار خشب "التيك" من بين جميع الأنواع التي تمت دراسة مواصفاتها ، حيث أن خشب التيك المأخوذ من موطنه الطبيعي (غير المزروع في موطن آخر) معروف بمتانته و طول عمره، و يمكن الحصول على جذوع من أشجاره ما يبلغ طولها حتى عشرة أمتار و بأقطار 1.5 متر، و هو طارد للأرضة و يمكن تجفيفه بسرعة و بأقل قدر من التفسُّخ، و عند دهانه بالزيت يعطي لمعة جميلة.
و قد تم اختيار غابات تقع في بورما لأخذ أخشاب سقف الكعبة و أعمدتها منها و ذلك لاستيفاء جميع مواصفات الأخشاب المطلوبة في أشجارها، و قد تم ذلك بعد دراسة العديد من الغابات التي ينمو فيها خشب التيك.
بلغ عدد الأشجار التي تم اختيارها 137 شجرة و تم انتقاء 49 منها للمتطلبات الفعلية للسقف و الأعمدة .
ثم تم نقل هذه القطع إلى جدة حيث تم الإبقاء عليها لمدة 6 أشهر لتجف في الجو الطبيعي ثم تم إدخالها إلى أتون التجفيف حيث تم تخفيض نسبة الرطوبة بها إلى 15%.
و إضافة إلى كون خشب التيك يطرد الأرضة، إلا أنه و زيادة في الحماية فقد تمت معالجته من الأرضة و الفطريات بالمواد الحافظة من نوع boracol و هي غير سامة و ليس لها لون أو رائحة.
و تم وضع رؤوس حديدية غير قابلة للصدأ على أطراف الكمرات و الأعمدة و التي تُشَكِّل نقاط التحميل و الارتكاز لتوزيع الأحمال عليها، و كذلك تم تفادي استعمال القطع الطرية من الأخشاب.
التصميم
تم اختيار جميع القطاعات للسقف و الأعمدة بحيث تكون مماثلة لأكبر الأحجام التي كانت موجودة سابقاً. ثم تم توزيع الأعمدة على مسافات متساوية بحيث تتوزع أحمال السقف بشكل متوازن على جميع الجدران و الأعمدة الداخلية.
أعمال العزل و الرخام
تم وضع طبقة من مواد العزل فوق السقف الخشبي و فوقها طبقة من الخرسانة الخفيفة لحمايتها و تأمين الميول لتصريف المياه عن السطح. ثم تمت تغطية السطح بالرخام على كامل مساحته و جوانبه.
قواعد الأعمدة
اِستُعيض عن القواعد الصخرية القديمة للأعمدة بقواعد خرسانية مسلحة، تم حمايتها من تأثير الرطوبة بوضع مواد عازلة حولها، ثم عملت جدران خرسانية داخلية مع وضع طبقات العزل حولها بحيث تتوزع أعمال الردم حتى منسوب باب الكعبة إلى الأرض بدلاً من الضغط على جدران الكعبة.
الشاذروان
جُدِّد رخام الشاذروان القديم برخام جديد يُحاكي ألوان و نوعية الرخام القديم، مع المحافظة على الرخامات القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة المُشَرَّفة، و هي رخامات جميلة و نفيسة و مُحافِظة على جودتها و متانتها.
استبدال ميزاب الكعبة المُشَرَّفَة
أول من وضع ميزاباً للكعبة المُشَرَّفة قريش حين سقَّفَت الكعبة، و جعلت مَصَبُّه إلى حِجْر إسماعيل عليه السلام، و حاكاهم عبد الله بن الزبير في ذلك، ثم الحجاج بن يوسف، ثم جعل عليه الوليد بن عبد الملك صفائح الذهب، و بعد ذلك أصبح يُجَدَّد من قِبَل الخلفاء و الأثرياء، و آخر ميزاب كان من إهداء السلطان عبد المجيد خان عام 1273 هـ و قد رممه الملك سعود رحِمَهُ الله، ثم تم استبداله أثناء الترميم الشامل للكعبة المُشَرَّفة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، حيث تم استبدال الميزاب القديم بميزاب جديد بنفس المقاسات و الكتابات و لكنه روعي فيه أن يكون أقوى و أمتن و أجمل من سابقه.

إزالة الرخام القديم

تركيب الوَزَرة الداخلية

تركيب الرخام الجديد على جوانب الجدار

تركيب الرخام الجديد اعلى الجدار

إعادة تركيب الفوانيس بعد إنهاء أعمال الرخام

مسقط رأسي لمدخل حِجْر إسماعيل
مصطبة الحراسة
أُنشِئَت إلى جانب الحَجَر الأسود مصطبة ذات تكييف سفلي مرتفعة بجدار من رخام يرقى عليها جندي الحراسة لتنظيم عملية تقبيل الطائفين للحَجَر الأسود.

 

 

مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
1- قال الله سبحانه و تعالى : - { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } - أي اتخذوا عند مقام إبراهيم مُصَلَّى.
2- قيل المسجد كله مقام إبراهيم، و قيل الحرم كله، و قيل جميع مشاهد الحَج كمنى و عرفة و مزدلفة، و قيل هو الحَجَر الذي قام عليه إبراهيم عليه الصلاة و السلام عند بناء الكعبة المُشَرَّفة و كان يرتفع به كلما ارتفع البناء. و هذا القول الأخير هو الصحيح و هو الذي يتبادر إلى الأذهان إذا ذُكِر المقام و هو الذي أراد الله أن تغوص فيه قدما إبراهيم عليه الصلاة و السلام تخليداً لذكراه و ما يحوطها من إيمان كامل و تعلق بالله شامل.
3- أصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي و أحمد و الحاكم و ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (إن الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما و لو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق و المغرب).
4- و مع عظيم احترام العرب في الجاهلية للحجر الأسود و المقام إلا أن الله حماهما من عبادتهما فلم يتحولا إلى أصنام و كذا الكعبة المُشَرَّفة لأن الله سبحانه و تعالى أراد أن تكون هذه المقدسات لأمة محمد صلى الله عليه و سلّم صافية نقية من شائبة الشرك في تاريخ وجودها.
5- لقد تغير أثر القدمين عن هيئتهما الأصلية و ذلك لأن المقام كان مكشوفاً، و من كثرة مس الأيدي له ذهبت معالم تفاصيل الأصابع.
6- الظاهر من اثر القدمين في مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام أنه كان بدون نعلين حين يرتقي الحجر.
7- السُنَّة أن تكون الصلاة خلف المقام و ليس من الضروري مقابلته تماماً بل يقف خلفه في أي مكان مثل وقوف المأموم للإمام خلفه و عن يمينه و شماله.
8- كان موضع المقام في الجاهلية و عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يوم الفتح ملاصق للكعبة إلى أن قام رسول الله صلى الله عليه و سلّم بتأخيره عن موضعه عندما نزلت آية (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) إلى مكانه الحالي حتى لا يعوق المصلين خلفه الطائفين، و كان كذلك على عهد أبي بكر و عمر رضي الله عنهما، و حينما جرفه السيل في خلافة عمر و أعادوه إلى ملاصقة البيت جاء عمر بنفسه من المدينة و أعاده على مكانه بمحضر من الصحابة رضوان الله عليهم و كان ذلك في رمضان عام 17 هـ و هو في موقعه إلى اليوم.
9- أول من طوّق مقام إبراهيم بالذهب أمير المؤمنين محمد المهدي عام 161 هـ ، ثم تتابع بعد ذلك الخلفاء و السدنة و غيرهم في صيانة المقام و ترميم فضته و ذهبه و تثبيته بالرصاص و غيره.
10- كان المقام مكشوفاً بدون أي حاجز يحميه. و في فتنة القرامطة الذين سرقوا الحجر الأسود أرادوا سرقة المقام أيضاً ، إلا أن بعض السدنة غيّبُه عنهم، فبدأ التفكير بعد ذلك في حمايته، فجُعِلَت له قبتان متحركة إحداها خشبية و الأخرى حديدية، ثم بعد ذلك عمل للمقام تابوتاً يوضع فيه، و تطوّر الوضع إلى بناء مقصورة له تنتهي من الخلف بمظلة متصلة بالمقصورة ليصلي الناس تحتها ركعتي الطواف، و يقال أن أول عمل المقصورة كان عام 810 هـ، و كان يتم بعد ذلك ترميمها من قِبَل السلاطين و غيرهم إلى أن أُزيلَت هذه المقصورة و استعيض عنها بالصرح البلوري في عهد آل سعود، و ذلك تجنباً لتعويق الطائفين عن الطواف و لكنهم لم يغيروا موضعه على الإطلاق.
11- و لقد كان مقام إبراهيم حتى عام 1385 هـ داخل مقصورة و عليه ستار لا يُخلص إليه و قد قام بقياسه في جمادى الأولى من عام 1377 هـ الشيخ محمد طاهر كردي فوجد أن ما بين شاذروان الكعبة المُشَرَّفة و بين أول شباك مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام المقابل للكعبة المُشَرَّفة أحد عشر متراً. 12- كان قرار إلغاء مقصورة المقام و استبدال ذلك بالصرح البلوري المُشاهَد اليوم مبنياً على قرار توصية المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الذي اتخذه في جلسته الحادية عشرة المنعقدة بتاريخ 25/12/1384 هـ و الذي جاء في مقدمة نصّه: (تفادياً لخطر الزحام أيام موسم الحج و حرصاً على الأرواح البريئة التي تذهب في كل سنة تحت أقدام الطائفين، الأمر الذي ينافي سماحة الشريعة الإسلامية و يُسْرها و عدم تكليفها النفس البشرية أكثر مما في وسعها ، يقرر المجلس الموافقة على المشروع الآتي و رفعه إلى الجهات السعودية المختصة...

مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام كما كان داخل مقصورة حتى عام 1385 هـ

الصندوق الحديدي المُغَطِّي لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
و الذي كان قبل الهيكل القديم الذي تم تركيبه في عام 1387 هـ الموافق عام 1967 م

الحلية الفضية السطحية و الجانبية لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
ثم عرضت مواصفات المشروع و تم تنفيذه فكان هذا الإنجاز البلوري الذي نراه اليوم.

رسم تقريبي أقرب إلى الحقيقة قام به الشيخ محمد طاهر كردي في 17 شعبان عام 1367 هـ عندما فُتِح المقام.
و حسب مشاهدته له فالمقام الكريم كله مُحاط بالفضة من سطحه و جوانبه كما هو ظاهر في الشكل ، و هو ملتصق بالرخامة التي تحته لا يمكن تحريكه.
و مما رُوِيَ عن أبي جهم ابن حذيفة القرشي الذي حضر بناء الكعبة المُشَرَّفة مرتين: في بناء قريش و في بناء ابن الزبير رضي الله عنهما يقول: ما رأيت شَبَهاً كشبه قدم النبي صلى الله عليه و سلّم بقدم إبراهيم عليه السلام التي كنا نجدها في المقام.
و قال قوم من بني مدلج و هو من أشهر العرب معرفة بالقيافة و بالآثار و العلامات لعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه و سلّم حينما كفله بعد وفاة أمه آمنه: احتفِظ ْ بمحمد فإنا لم نر قدماً أشبه بالقدم التي في مقام إبراهيم منه.
مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام
2/2
تبعاً للترميم الكامل للكعبة المُشَرَّفة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، فقد تم ترميم مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام فقط بتغيير الهيكل و القبة و الهلال و الكسوة الخرسانية للقاعدة على الشكل التالي:
- تم تغيير الهيكل المعدني المُرَكَّب على مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام بهيكل نحاسي جديد ذي جودة عالية، بالإضافة أن شَبْكَهُ الداخلي مطلي بالذهب و من الخارج زجاج مقاس 10 مليمتر ليعطي رؤية واضحة و من النوع المقاوم للحرارة و الكسر.
- كما تم تغيير كسوة القاعدة الخرسانية من الجرانيت الأسود و رخام وادي فاطمة إلى رخام كرار أبيض صافي و مُحَلَّى بجرانيت أخضر ليماثل حِجْر سيدنا إسماعيل عليه الصلاة و السلام. و ليصبح بشكل انسيابي بعد أن كان ذا شكل مضَلَّع.
- تم الانتهاء من هذا الترميم في مساء الأربعاء 21/10/1418 هـ.

صورة توضح مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد تركيب سطح القاعدة الرخامية الجديدة للمقام

صورة توضح جزءاً من الحلية الفضية المُحِطة بِحَجَر مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام من الأعلى
و يظهر في الصورة بداية آية الكرسي كما يظهر بعض النقش

تركيب الحزام النحاسي - بعد طليه بالذهب - المُثَبِّت لقاعدة القبة الكريستالية المُغَطِّية لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام

صورة توضح القاعدة النحاسية للقبة الكريستالية المُغَطِّية لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام داخل الهيكل
و يظهر في الصورة مفتاح الكعبة داخل المخمل الأخضر
صورة جانبية كاملة لهيكل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام القديم مع القاعدة الجرانيتية القديمة

صورة جانبية كاملة لهيكل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام الجديد مع القاعدة الرخامية الجديدة
بعد الانتهاء تماماً من تركيب الهيكل الجديد

صورة توضح الكعبة المُشَرَّفة مع هيكل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام الجديد بالقاعدة الرخامية الجديدة
بعد إزالة الحاجز الخشبي المُحيط بالمقام و الانتهاء تماماً من عملية التركيب

المَسْعَـى
قال الله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) – سورة البقرة – آية 158.
يقع جبل الصفا أسفل جبل أبي قبيس مما يقابل ركن الحجر الأسود من الكعبة المُشَرَّفة و منه يبدأ السعي، أما المروة فهي واقعة جهة المدعى و إليها ينتهي السعي، و جبلها يقع في أصل جبل قعيقعان.
السعي بين الصفا و المروة من الأمور التعبُّدية التي أوجَبها الله سبحانه و تعالى علينا في محله المخصوص و لا يجوز العدول عنه.
أصل السعي عمل تعبُّدي لا نقاش في علّته، و لكن بعضاً من حكمته قد تظهر للمُتَدبِّر لأصول التشريع، و ربما كان جزء من الحكمة أن الله سبحانه و تعالى أراد أن يرمز إلى علوّ إيمان أم إسماعيل عليه السلام لنتذكر دائماً قصتها فنسمو بإيماننا إلى درجة سموّها بإيمانها حيث عبارتها المشهورة (الله أمرك بهذا) فأجابها إبراهيم عليه الصلاة و السلام بنعم فقالت (إذاً لن يضيعنا). أجابت بذلك رغم أن القرائن تدل على أنها منطقة مُضَيِّعَة ، و لكنها أدركت قيّومية الله سبحانه و تعالى فأجابت بتلك العبارة الخالدة: (إذاً لن يضيعنا).
كان المسعَى على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم عريضاً، ثم بُنِيَت بعض الدور بعد ذلك في بعض عرض المسعَى القديم ، فهدمها المهدي و أدخل بعضها في المسجد الحرام و ترك بعضها للسعي فيه.
كان في بداية الأمر على الصفا و المروة دَرَج، و كان قد بناها عبد الصمد بن على بن عبد الله بن العباس عامل أبي جعفر المنصور على مكة المُكَرَّمة، و قد كانت اثنتا عشرة درجة على الصفا و خمس عشرة درجة على المروة.
كان في المروة عقد بمثابة عَلَم يحدد المروة و مكتوب في أعلاه (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) و كذلك كان على الصفا عقد أيضاً ، و كان يُصعَد إليها بدَرَج، و تاريخها يعود إلى ما قبل القرن الثالث الهجري.
كانت تنتهي درج الصعود إلى عقد الصفا و المروة بمصطبة واسعة للوقوف و للدوران للرجوع و لاستراحة الضعفاء.
تم في عهد الملك سعود إصلاح منطقة السعي بهدم عقد الصفا في 24/10/1377 هـ و بُنِيَت درجات من الأسمنت المُسَلَّح للصعود و درجات للهبوط.
طول المسافة بين الصفا و المروة 375 متر.
كانت أرضية المسعى غير مستوية و مكان الرمل بين العلمين كان منحدراً يُجبر الساعي على الإسراع و حينما سُوِّيَت أرضية المسعى أصبح من الضروري الاهتداء بالعلمين في مكان الرمل لأنه عمل تعبُّدي.
الميلان الأخضران اللذان بالمسعى وضعا للعلامة على طلب الهرولة بينهما في السعي ذهاباً و إياباً و حينما أُريد هدمهما بتوسعة المسجد الحرام و المَسعَى هُدِم أحدهما عام 1375 هـ و ظل الثاني ليكون هادياً للساعين، و حين أُعيد وضعه في مكانه في عام 1376 هـ هُدِم الثاني ثم أُعيد إلى مكانه، و بهذا أُعيد وضع العلمين إلى مسامتة المحل الأصلي الذي كانا فيه.

موضع الميلين الأخضرين اللذان يُسَن الهرولة بينهما للرجال
من استقراء أقوال المؤرخين يمكن استنباط أن العلمين الأخضرين ليسا مستحدثين و لكنهما وُضِعا لغرضهما منذ القرن الأول الهجري هداية للناس لمواطن الرمل في السعي.
لم يكن المَسعَى مُظللاً حتى عام 1341 هـ حيث أمر الشريف حسين بن علي بن محمد بن عون بتظليل معظمُه ، ثم في عام 1366 أمر الملك عبد العزيز بتجديد سقيفة المسعى بعرض 20.5 متر.

تم فرش المَسعَى لأول مرة بالحجارة في عهد الملك عبد العزيز في عام 1345 هـ و ذلك منعاً للضرر من الغبار الذي كان يؤذي الساعين و أصحاب الدكاكين حول المَسعَى.
تم تعمير المَسعى من أرضه على سقفه بالخرسانة المُسَلَّحة كاملاً في عهد الملك سعود.
و اشتمل التجديد الشامل للكعبة المُشَرَّفة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز على تجديد و تكييف دوري المسعى بما يحقق راحة الحجاج و الساعين.

صورة قديمة للمسعى من ناحية المروة

صورة للمسعى من ناحية الصفا بعد التجديد الشامل في عهد الملك فهد بن عبد العزيز

صورة الدور العلوي للمسعى بعد التجديد الشامل في عهد الملك فهد بن عبد العزيز
أبواب المسجد الحرام
من الثابت أن حدّ المسجد الحرام قبل الإسلام هو نفس دائرة المطاف، و لم يكن له سور و لا جدار و إنما كانت بيوت قريش تحيط به على دائرة المطاف.
و قد جعلوا بين كل بيتين أو ثلاثة ممراً و منفذاً يدخل الناس منه إلى المسجد، فلما زاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد الحرام أحاط به جداراً، فهو أول من زاد في المسجد و أول من أحاطه بالجدار، و لم يذكر المؤرخون أنه عمل له باباً.
و لكن من بداهة القول بأنه رضي الله عنه، عمل له باباً حيث لا يعلم من دلالة العمل بالضرورة ، فما كان مُحاطاً بجدار لابد أن يكون له منفذ و المنفذ هو الباب، ثم على قدر كِبَر المسجد تتعدد الأبواب. فلما زيد في مساحته زيد في أبوابه.
و لما كان المسجد الحرام أكبر مساجد الدنيا كانت له أبواب كثيرة فسنورد هنا أسمائها كما يلي:-
1- باب السلام
مع أن باب بني شيبة الذي أمام مقام إبراهيم هو باب السلام قديماً إلا أن الإسم يُطلَق الآن على باب السلام في مكانه الحالي المتوسط تقريباً للمسعَى.
2- باب قايتباي
به مئذنة قايتباي، سلطان مصر سابقاً، و يُقال له (باب القوارير)
3- باب النبي
سُمِّيَ بذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلّم كان يخرج منه و يدخل فيه من منزله بزقاق العطارين و هو منزل السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، و يُسَمَّى باب الجنائز لأنها كانت سابقاً تخرج منه، و يُقال له باب النساء و يُقال له باب الحريريين لبيع الحرير في الدكاكين التي بجواره.
4- باب العبّاس
و هو ابن عبد المطّلِب و سُمِّيَ به لأنه يُقابل داره التي بالمسعى
5- باب علي
و يُعرَف بباب بني هاشم ، و بباب البطحاء أيضاً
6- باب بازان
و يُقال له باب بني عائذ كما سمّاه الأزرقي، و سُمِّيَ أيضاً باب القَرَه قول أو باب مخفر الشرطة.
7- باب البغلة
يُقال له باب بني سفيان كما عرفه الأزرقي.
8- باب الصفا
سُمِّيَ بذلك لأنه يقابله ، و يُقال له باب بني مخزوم، و باب أجياد الصغير.
9- باب أجياد
سُمِّيَ بذلك لأنه يُخرَج منه إليها على خط مستقيم.
10- باب الرحمة
و يُقال له باب المجاهدية، لأن عنده مدرسة الملك المجاهد صاحب اليمن و يُسَمَّى أيضاً بباب أجياد.
11- باب التكية
أي التكية المصرية لأنه أمامها، و يُقال له باب الشريف عجلان و باب بني تيم.
12- باب أم هانئ
و هي ابنة ابي طالب، و يُقال له باب الحميدية (و هي دار الحكومة) و يُقال له ايضاً (باب أجياد الكبير).
13- باب الوداع
و يُقال له باب الحزورة، و باب الحزامية، و باب بني حكيم بن حزام.
14- باب إبراهيم
سُمِّيَ بإسم رجل خيّاط كان عنده اسمه إبراهيم.
15- باب صغير
بمدرسة الشريف عبد المطلب
16- باب الداودية
سُمِّيَ به لأنه يدخل إلى المسجد من مدرسة الداودية.
17- باب العُمرة
و سُمِّيَ بذلك لأن المعتمر من التنعيم يرجع من طريق الشبيكة فيدخل المسجد الحرام من هذا الباب غالباً لقربه و يُقال له باب بني سهم، و باب بني جمح.
18- باب العتيق
و يُقال له باب السدة، و باب عمرو بن العاص.
19- باب الزمامية
و هو بين باب العتيق و باب الباسطية.
20- باب الباسطية
سُمِّيَ بها لاتصاله بمدرسة عبد الباسط، و يُقال له باب العَجَلة، و سُمِّيَ بذلك لدار كانت عنه بناها ابن الزبير رضي الله عنه، على عَجَل فكانت تُبنَى بالليل و النهار حتى فرغ منها سريعاً.
21- باب القطبي
و هو في جانب رحبة باب الزيادة. و كان يُقال له ايضاً باب الزيادة. و القطبي المنسوب إليه هو عبد الكريم القطبي.
22- باب الزيادة
و يُقال له باب سويقة لأنه يخرج منه إليها.
23- باب المحكمة
و سُمِّيَ بذلك لأنه يؤدي إليها.
24- باب الكتبخانة
و منه يُدخل إلى مكتبة المسجد الحرام.
25- باب دريبة
سُمِّيَ بذلك لأن به درباً صغيراً ينفذ إلى سويقة.
26- باب مراد
و هو الباب الذي عند المروة

باب السلام في مكانه الأول

 

زمـــزم

تقع بئر زمزم بجوار مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام، أمام الكعبة المُشَرَّفة مما يلي الحجر الأسود على بعد 18 متراً منه.

قطاع عرضي يوضح موقع بئر زمزم بالنسبة إلى الكعبة المُشَرِّفة و مقام إبراهيم و المطاف

أول ميلاد بئر زمزم كان في عهد إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام حينما ترك زوجته هاجر و ابنه الرضيع إسماعيل بوادٍ غير ذي زرع بأمر من الله سبحانه و تعالى، و ارتفعت إيمانية هاجر عندما سألته لِم تتركنا؟ فهل أمرك الله بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لن يُضيعنا.

و حين نفذ ماؤها سعت سعيها بحثاً عن الماء بين الصقا و المروة، و بعدما استفرغت جهدها جاءها الجواب الإيماني من الله سبحانه و تعالى بأن فجّر من تحت قدم وليدها زمزم إحياءً لذكرى علُوّ إيمانها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

لمّا انفجرت زمزم تحت أقدام وليدها إسماعيل عليهما السلام حَوَّضَت أم إسماعيل عليها بتراب يحجز الماء خشية أن يفوتها قبل أن تأتي بشَنَّتها و تقول زُمِّي زُمِّي ، فلذلك سُمِّيَت زمزم (و لو تركته بدون تحويض لكانت عيناً معيناً يجري).

طُمرَت زمزم و دُفِنَت و عفا موضعها بسبب الظروف السياسية التي أدت إلى إهمالها و الظروف الجغرافية فأخرجها عبد المطلب من محبسها بأمر إلهي منامي.

زمزم بسببها تعرّض عبد الله والد النبي صلى الله عليه و سلّم للذبح وفاء لنذر ابيه و لكن الله الذي جعل زمزم سبباً لحياة إسماعيل لا يمكن أن يجعل منها سبباً لقتل أحد فهي ماء الحياة، لذلك كانت زمزم هي أيضاً مُعتِقة عبد الله من الذبح بأن أجرى الله الوسائل على يد عبد المطلب لإنقاذه من ذلك الذبح.

زمزم سبب في جعل الدية مائة من الإبل و هو الفداء لعبد الله و اعتمدتها الشريعة الإسلامية بعد ذلك.

زمزم معتقة المتضلع منها من صفة النفاق.

زمزم شراب ضيوف الله عز و جل الذين يزورون بيته

عاش أبو ذر على ماء زمزم فقط ثلاثين يوماً فسمن منها ، و قيل حتى تكسرت عكن بطنه.

ماء زمزم مُفَضَّل على سائر المياه لأن سبب نبعه نبيٌّ و أمه و إيمان عالٍ. و واسطته ركلة جبريل و موقعه بجوار الكعبة المُشَرَّفة أقدس بقعة على وجه الأرض، و منبعه ثلاث جهات مشرفة جهة الركن الأسود و المروة و الصفا، و شرب منها الأنبياء و الأصفياء و الأتقياء و منها غسل قلب النبي صلى الله عليه و سلّم ، و كان صلى الله عليه و سلّم يستجلب ماءها إلى المدينة المنوّرة تبرُّكاً و تسوُّغاً و استعذاباً. و هو لِما شُرِبَ له و طعام طعم و شفاء سقم.

أصل تولي سقاية زمزم بمكان مُعَدّ بجوارها بعد حفر عبد المطلب بن هاشم لها كان لعبد المطلب ذاته فلما توفى تولّى أمر السقاية ابنه أبو طالب ، فاستدان من أخيه العباس عشرة آلاف درهم إلى الموسم فصرفها و جاء الموسم و لم يكن معه شيء، فطلب من أخيه العباس أربعة عشر ألف درهم إلى الموسم القابل فشرط عليه إذا جاء الموسم و لم يقضه أن يترك له السقاية، فكانت بيد بني العباس بن عبد المطلب و ولده إلى أن انقضت خلافتهم.

و يقول أيوب صبري في كتابه (مرآة جزيرة العرب) : و لما تولى بنو العباس الخلافة حالت أعمال المُلك دون قيامهم بأمر السقاية ، فكانوا يعهدون إلى آل الزبير المتولين التوقيت في الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور. إلا أنه نظراً لكثرة الحجاج فقد اشترك معهم آخرون في العمل باسم الزمازمة.

ثبّت الأتراك العثمانيون آل الزبير في عمل السقاية و لا تزال رئاستها بيدهم إلى اليوم. و آل الزبير هؤلاء يُعرَفون اليوم (ببيت الريس).

كان على زمزم قُبَّة و غرف مستودعات و مُستبرد لدوارق ماء زمزم، و لكن ذلك هدم عام 1383 هـ حين اضطر عمل التوسعة ذلك.

صورة قديمة لبئر زمزم و يظهر النزول إليها من جهة اليسار

صورة قديمة لبئر زمزم من الجهة الجنوبية

السبيل الذي أنشأه الملك عبد العزيز عام 1346 هـ

صورة قديمة للكعبة المُشَرَّفَة و يظهر فيها بئر زمزم و باب السلام في مكانه الأول

بئر زمزم قبل تغطيته مؤخراً لإتاحة مساحة أكبر للمصلّين حول الكعبة المُشَرَّفة

 

 

صورة لمسقط بئر زمزم عند منسوب الفتحات

صور نادره لبئر زمزم من الداخل

 

 

 

نبذة مختصرة عن تاريخ بئر زمزم
وسقاية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

نحمد الله ونتوب إليه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم لاعلم لنا إلا ماعلمتنا انك أنت علام الغيوب
هذه نبذة مختصرة لبحث مطول عن تاريخ بئر زمزم وسقاية عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لمعرفة تاريخهما وأصحابها الحقيقيون وكذلك القائمون على خدمتها وخدمة الحجاج وغيرهم إلى وقتنا الحاضر, وإيضاح الكثير من المعلومات الخاصة ببئر زمزم والسقاية الخافية على الكثير من الناس من الناحية التاريخية وأما فضائل ماء زمزم ووصف البئر والسقاية فلن نتعرض لها في هذا البحث وقد كتب بعض الكتاب عنها .

وكما نعرف أن بئر زمزم أول ماظهرت من تحت قدم أبينا إسماعيل بن خليل الرحمن نبي الله إبراهيم عليه السلام وعلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على اختلاف الروايات وكيف أن أبينا إسماعيل قد حافظ عليها هو وأبنائه إلى أن دفنت وما دفن فيها,ولا مجال لذكر القصة هنا ألان , إلى إن أتى زمن جدنا عبدالمطلب بن هاشم وقد شح الماء في مكة وكذلك الرؤيا التي رآها وقد حدد فيها موقع بئر زمزم وقصة حفرها ومنازعة قريش له فيها وكيف انتصر عليهم برغم انه في ذلك الوقت لم يكن له سوى ابن واحد يعمل معه وهو الحارث بن عبدالمطلب وتلك الحادثة التي جعلته يقول لان رزقني الله بعشرة من الولد لأذبح احدهم وقد رزقه الله بهم وقصة إبراره بقسمه ذكرت في كتب التاريخ والسير إلى إن أنجا الله والد نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وآله وسلم من الذبح وفدي بمائه من الإبل.
وأستمر بئر زمزم و السقيا منها للحجاج وغيرهم لجدنا عبدالمطلب بن هاشم إلى إن انتقلت ووصلت إلى ابنه العباس رضي الله عنه في الجاهلية و استمرت معه في الإسلام وهي من مكارم قريش الأساسية في الجاهلية.
ونستطيع إن نذكر مكارم قريش في الجاهلية وتوزيعها على بطون قريش ومن القائمين عليها وهي:-
1- عمارة المسجد الحرام :- فكانت للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه .
2- بئر زمزم والسقاية :- فكانت للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
3- راية الحرب وتدعى العُقاب :- وكانت عند أبي سفيان راية الرئيس.
4- الرفادة:- وكانت الرِّفادة إلى الحارث بن عامر من نوفل.
5- المشورة:- وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
6 - والسدانة:- الخزانة مع الحجابة واللواء ، وكانت سِدانة البيت واللواء إلى عثمان بن طلحة بن عبد العزى.
7- والأشناق:- الديات. وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصديق.
8- السفارة:- وكانت السفارة في الجاهلية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
9- القبة والأعنة:- وكانت الى خالد بن الوليد رضي الله عنه.
10- الأيسار وهي الأزلام:- وكانت الى صفوان بن أمية.
11- الحكومة والأموال:- وكانت الى الحارث بن قيس.
ولم تزل هذه المناصب في قريش إلى أن جاء الله بالإسلام، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح عام ثمان من الهجرة، وقد صارت الحجابة إلى عثمان بن أبي طلحة من بني عبد الدار، وصارت السقاية إلى العباس بن عبد المطلب، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم على السقاية والحجابة، فقام العباس فبسط يده، وقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، اجمع لي الحجابة إلى السقاية، فقال صلى الله عليه وسلم: أعطيكم ما ترزءون فيه ولا ترزءون به، فقام بين عضادتي باب الكعبة فقال: ألا إن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين، إلاسقاية الحاج وسدانة الكعبة، فإني قد أمضيتها لأهلهما على ما كانتا عليه في الجاهلية.
وانه بعد الفتح أبطلت جميع وظائف قريش إلا السقاية و الحجابة وذلك لقيام الدولة الإسلامية وتوليها تلك الوظائف.
قال سعيد بن المسيب: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ففتحها، أخذ المفتاح بيده ثم قام للناس، فقال: هل من متكلم؟ هل من أحد يتكلم؟ قال: فتطاول العباس ورجال من بني هاشم رجاء أن يدفعها إليهم مع السقاية، قال: فقال لعثمان بن طلحة:تعال. قال: فجاء فوضعها في يده. وقال الزهري: إن النبي صلى الله عليه وسلم دفع المفتاح إلى عثمان، وقال له: يا عثمان، غيبوه. قال جبير بن مطعم في روايته: فلذلك تغيب المفتاح.
( سنن أبي داود )وصححه الألباني
2021 حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن حميد عن بكر بن عبد الله قال قال رجل لابن عباس ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل والسويق أبخل بهم أم حاجة فقال ابن عباس ما بنا من بخل ولا بنا من حاجة ولكن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وخلفه أسامة بن زيد فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب فأتي بنبيذ فشرب منه ودفع فضله إلى أسامة بن زيد فشرب منه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنتم وأجملتم كذلك فافعلوا فنحن هكذا لا نريد أن نغير ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حديث جابر بن عبدالله في صحيح مسلم في ذكر صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه:
(فأتى بنى عبد المطلب وهم يسقون علىزمزم فقال : انزعوا بنى عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه)
وكذلك ما جاء في صحيح البخاري
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ.
واستمر العباس رضي الله وبنيه في خدمة زمزم وكان يتحمل تكاليفها (وكان للعباس مالٌ بالطائف، كرمٌ كان يحمل زبيبه إليها فينبذ في الجاهلية والإسلام) , وذلك صدقاً لقول رسول الله له يوم الفتح عندما سأله جمع الحجابة والسقاية له فقال: يا نبي الله، بأبي أنت، اجمع لنا الحجابة والسقاية.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيكم ما ترزؤون فيه، ولا أعطيكم ما ترزؤون منه.
إلى إن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع فتأكد أحقية العباس رضي الله عنه وبنيه ببئر زمزم والسقاية وهو ما ذكر في أحاديثة صلوات الله وسلامه عليه.
سقاية العباس: رضي الله تعالى عنه موضع بالمسجد الحرام، زاده الله تعالى شرفا، يستقى فيها الماء ليشربه الناس . حكى الأزرقي في كتابه تاريخ مكة وغيره من العلماء: أن السقاية حياض من أدم، كانت على عهد قصي بن كلاب توضع بفناء الكعبة، ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل، ويسقاه الحاج، فجعل قصي عند موته أمر السقاية لابنه عبد مناف، ولم تزل مع عبد مناف يقوم بها، فكان يسقي الماء من بئر كرادم وغيره إلى أن مات.

ونبدأ من بعد أن أعطى وأقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بئر زمزم والسقاية لعمه العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه ومن بعده أبناءه في فتح مكة المكرمة وكذلك في حجة الوداع كما مر بنا فيما ذكر أعلاه فهي لأل العباس أبداً.
فيكون من تولوا أمر زمزم والسقاية في الإسلام على النحو التالي:-
1-العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو الفضل وساقي الحرمين.
2-عبدالله بن العباس رضي الله عنهما أبو العباس حبر الأمة وترجمان القرآن.
3-الإمام علي السجاد بن عبدالله بن العباس.
4-داود بن الإمام علي السجاد.
5-سليمان بن الإمام علي السجاد.
6-عيسى بن الإمام علي السجاد.
7-أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور عبدالله بن الإمام محمد الكامل ابن الإمام علي السجاد.
واستمر أمر زمزم والسقاية يتولاها الخليفة العباسي ويعين الخليفة من ينوب عنه ويباشر السقاية لانشغالهم بأمر الخلافة والبعد المكاني بين بغداد ومكة المكرمة والأوضاع السياسية في مختلف العصور إلى أن أتى زمن الخليفة العباسي المستعصم بالله.
42- أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله بن الخليفة المستنصر بالله
فيكون من تولى زمزم والسقاية من لدن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه الى زمن انتهاء دولة بنيه 42 متولي منهم 6 أباء وأجداد للخلفاء و36 خليفة في بغداد.
فكان أول من أناب عنه في مباشرة زمزم والسقاية هو الخليفة أبو جعفر المنصور فقد أناب عنه مولاه أبا رزين.
وكذلك زيد البربري: مولى أمير المؤمنين الرشيد.
واستمرت إنابة الخليفة احد مواليه للقيام بأمور زمزم والسقاية حتى عندما انتهت الخلافة العباسية في بغداد فكان القائم بها هو سالم بن ياقوت, وقد كان هنالك مملوك لأمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله ياقوت المستعصمي توفي عام 685هـ .
وكان بعده أحمد بن سالم بن ياقوت المكي المؤذن شهاب الدين ولد سنة ست أو سبع وتسعين , وكان إليه أمر زمزم وسقاية العباس، مات عن ثمانين سنة وأشهر.
وفي خلال هذه الفترة بدأت تتحول الإنابة من مماليك الخلفاء إلى بعض الأسر, ولكن كان ارتباط زمزم والسقاية بالخلفاء العباسيين في الخلافة الثانية في القاهرة وهذه بعض النصوص المختارة لكيفية انتقال الإنابة من موالي الخلفاء إلى غيرهم وذلك من القرن الثامن الهجري.
1- علي بن محمد بن داود البيضاوي الشيرازي الأصل قدم مكة في سنة ثلاثين وسبعمائة عام قدمها الفيل من العراق في قصة ذكرها المؤرخون فباشر عن الشيخ سالم بن ياقوت المؤذن في خدمة بئر زمزم فلما ظهر له خيره نزل له عنها وزوجه بابنته فولد منها ولده أحمد المذكور وغيره من إخوته وصار لهم أمر البئر وكان معه أيضا سقاية العباس رضي الله تعالى عنه.
2-عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الشيرازي الأصل قدم أبوه فتزوج عائشة ابنة علي فاستولدها عبد السلام؛ ولعبد السلام من سلامة ابنة خاله أحمد المذكور أم الأمان وأم هانئ وأم الحسين وعائشة ومحمد وعبد العزيز وموسى ثم لعبد العزيز الجمال محمد أحد الآخذين عني والمتوفى بالقاهرة بالطاعون وكذا أبو بكر مات بعده بالقاهرة أيضاً وكلاهما في حياة أبويهما وتأخر بعد والدهما عمر المتوفى بمكة سنة ست وتسعين وسبعمائة وعلي وعثمان وكان ثانيهما بالقاهرة ثم رجع في أثناء سنة سبع وتسعين وسبعمائة ومعه مرسوم الخليفة وغيره بالاشتراك مع أقربائهم من جهة أمهم في القبة والبئر ثم بطل ثم رجع.
3-سلامة ابنة عبد العزيز بن عبد السلام الزمزمي المكي ودخلت القاهرة مع بعض إخوتها لاستخلاص حق ولدها من تركة أبيه ورجعت ولم تلبث أن عادت إلى القاهرة ساعية لأخويها في مباشرة السقاية العباسية فكتب باشتراكهم مع بني إسمعيل الزمزمي وكانت قالات قبل ذلك وبعده.
4-إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله بن رستم المجد أبو الطاهر البيضاوي ثم المكي الزمزمي الشافعي المؤذن أخو إبراهيم وحسين ووالد نابت أبي إسماعيل المذكورين. ولد سنة ست وستين وسبعمائة بمكة وكان أبوه على سقاية العباس فاستمر هو وأخوته بها. مات في عصر يوم الأحد ثالث عشرمن شوال سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمكة.
5-إبراهيم بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن رستم بن عبد الله البرهان أبو اسحق الشمباري ثم المكي الشافعي ويعرف بالزمزمي نسبة لبئر زمزم لكونه كأبيه كان يلي أمرها مع سقاية العباس نيابة عن أمير المؤمنين العباسي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها ، وقد ذكره شيخنا في ترجمة أخيه إسماعيل،ومات في ظهر يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلاة وتأسف المكيون على فقده رحمه الله وإيانا.
وقد استمر ارتباط زمزم والسقاية بالخلفاء العباسيين في مصر الى نهاية القرن التاسع الهجري كما تشير إلى ذلك النصوص المختارة السابقة ولم يتنازلوا عنها لأي احد وانما كان هنالك نواب عنهم بخدمة زمزم والسقاية فهي حق لبني العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وبعد انتهاء الخلافة العباسية في مصر عام 922هـ على يد العثمانيين استمر أحفاد نواب الخلفاء بما وكلوا به وأدخل غيرهم معهم لخدمة زمزم والسقاية وأصبح يطلق عليهم طائفة الزمازمة واحدهم الزمزمي.

مسرد بعض اللطائف عن الكعبة المُشَرّفة

- عن مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي شيخ القرّاء و المفسرين، مات بمكة عام 104 هـ قال: كان كل شيء لا يطيقه الناس من العبادة يتكلفه ابن الزبير، فجاء سيل فطبق البيت فامتنع الناس من الطواف، فجعل ابن الزبير يطوف سباحة.

- كان قرنا الكبش الذي ذبحه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام مُعَلَّقين بالجدر في بطن الكعبة. و لما هدم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الكعبة المُشَرَّفة لبنائها همد القرنان من البلي و الاحتراق.

- كانت قريش تعلم أن الربا حرام من قبل أن يأتي تشريع الإسلام بذلك، و هذا ما أخذته من بواقي الحنيفية الإبراهيمية. لذلك حين أرادت أن تبني الكعبة المُشَرَّفة من مال حلال ليس فيه شائبة الحرام لم تُدخِل في ذلك المال مال ربا. لدرجة أنه حين قصرت عليهم النفقة الحلال آثرت أن تنقص مساحة بناء الكعبة المُشَرَّفة على أن تتم بناءها كاملة بمال حرام.

- رفعت قريش باب الكعبة المُشَرَّفة عن الأرض ارتفاعاً يصعُب معه الدخول إلى الكعبة المُشَرَّفة إلا بوسيلة صعود و ذلك ليكون من السهل عليهم التحكم في الإذن بالدخول إليها و عدمه.

- حين أجمعت قريش أمرها في هدم الكعبة المُشَرَّفة و بناءها من جديد قام أبو وهب بن عمر بن عائذ المخزومي – و كان خال والد النبي صلّى الله عليه و سلّم – فتناول من الكعبة المُشَرَّفة حجراً فوثب من بين يديه حتى رجع إلى موضعه. فقال يا معشر قريش لا تُدخِلوا في بنائها من كسبكم إلا طيّباً. لا يدخل فيه مهر بغي و لا بيع ربا و لا مظلمة من أحد من الناس.

- ذكرت عدّة روايات تاريخية أن قريشاً حين هدمت الكعبة المُشَرَّفة وجدت كتابات في الحجارة بالسيريانية قرأها لهم رجل من اليهود من بينها حجر مكتوب عليه << خلقتها يوم خلقت السماوات و الأرض و صوّرت الشمس و القمر، و حففتها بسبعة أملاك حنفاء، لا تزول حتى يزول أخشباها، مبارك لأهلها في الماء و اللبن>>.

- بين بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام و بناء قريش للكعبة المُشَرَّفة 2645 سنة تقريباً، و بين تجديد قريش و عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما 82 سنة، و بينه و بين الحجاج ابن يوسف عشر سنوات، و بين الحجاج و السلطان مراد 965 عاماً، و بين السلطان مراد و الترميم الشامل في عهد الملك فهد بن عبد العزيز 377 عاماً.

- مال الكعبة يُسَمَّى الأبرق ، و لعل هذه التسمية تعني أن من اعتدى على مال الكعبة المُشَرَّفة يُسارَع له في العقوبة كسرعة البرق.

- قال جلال السيوطى: يُقال أنه لما اشترى المطيع لله الحجر الأسود من ابي طاهر القرمطي جاء عبد الله بن عُكَيْم المحدث و قال: إن لنا في حجرنا آيتين: إنه يطفو على الماء، و لا يحمو بالنار فأتى بحجر مضمخ بالطيب مغشى بالديباج ليوهموه بذلك، فوضعوه في الماء فغرق، ثم جعلوه في النار فكاد أن يتشقق. ثم اتى بالحجر الأسود فضع في الماء فطفا، و وُضع في النار فلم يحم. فقال عبد الله هذا حجرنا، فعند ذلك عجب أبو طاهر القرمطي و قال من اين لكم؟ فقال عبد الله ورد عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: "الحجر الأسود يمين الله في أرضه يأتي يوم القيامة له لسان يشهد لمن قبّله بحق أو باطل لا يغرق في الماء و لا يحمى بالنار" فقال ابو طاهر هذا دين مضبوط بالنقل.

و هذا يعني أن الحجر الأسود إذا سُرِق لا يمكن التدليس فيه.

- حين وصل عمال ابن الزبير في الحفر في بناء الكعبة إلى الأساسات و حركوها بالعتل تحركت قواعد البيت و ارتجت مكة بأسرها، و رأوا بنياناً مربوطاً بعضه ببعض فتركوا الأساسات كما هي.

- لما انتهى عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما من بناء الكعبة المُشَرَّفة في 17 رجب 64 أو 65 هـ على خلاف، لطخ جدرانها من الداخل و الخارج بالعنبر و المسك، و سترها بالديباج و فرش الحجارة الزائدة حول البيت، و اعتمر من التنعيم و طلب من الناس ذلك، كما طلب منهم الذبح لله شكراً كلٌ حسب طاقته، و صارت العُمرة في رجب كا عام سُنَّة مُتَّبَعة عند أهل مكة.

- يُسَمَّى الحِجر حطيماً لأسباب عدّة ، من بينها أن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى حتى تتحطم بطول الزمان.

- الدليل الذي دلّ سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام على موضع البيت لبنائه ريح يقال لها السكينة لها جناحان و رأس في صورة حيّة نكشت ما حول الكعبة على أساس البيت الأول فاتبعاها بالمعاول يحفران حتى وصلا لقواعد البيت و رفعاها عليهما الصلاة و السلام.

- لم يضع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام الباب للكعبة المُشَرَّفة في وسط الحائط الشرقي بل جعله قريباً من الركن ليكون ما بينهما ملتزماً للدعاء.

- لمّا فرغ سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام من بناء الكعبة المُشَرَّفة جاءه جبريل عليه السلام فأراه المناسك كلها، ثم قام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام على المقام فقال يا أيها الناس جيبوا ربكم، أو يا أيها الناس كُتِبَ عليكم الحج، فسمع من في أصلاب الرجال و أرحام النساء، فجابه من آمن و من كان سبق في علم الله أن يحج على يوم القيامة (لبيك اللهم لبيك).

- "أخس من صفقة أبي غبشان"
حين كان مفتاح الكعبة المُشَرَّفة بيد أبي غبشان من خزاعة باعه من قصي بن كلاب – و كان ثملاً – بزق من خمر، فقيل ذلك المَثَل في حقه " أخس من صفقة ابي غبشان".

سرد لبعض أوّليات المسجد الحرام

- أول امرأة عربية كست الكعبة المُشَرَّفة الحرير أم العباس بن عبد المطلب التي نذرت حين أضل العباس و هو صغير إن وجدته أن تكسو الكعبة المُشَرَّفة ، فوجدته فوفت بنذرها.

- أول من حصب أرضية المطاف بالحصباء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعد أن كان الحِجرُ و المطاف أيام قريش تراباً و رملاً.

- أول من بلّط المطاف بالحجارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بباقي حجارة بناء الكعبة المُشَرَّفة نحواً من عشرة أذرع و تبعه غيره بعد ذلك.

- أول من صُلِّي عليه في المسجد الحرام صلاة الجنازة أبو أهاب بن عزيز بن قيس.

- أول من وضع مصابيح الإنارة لأهل الطواف في المسجد الحرام ابن الأزرق بن عمرو الغساني، و كانت داره لاصقة بالمسجد من ناحية وجه الكعبة، إلى أن تولى الإضاءة بعد ذلك خالد ابن عبد الله القسري في عهد خلافة عبد الملك بن مروان.

- أول ظهور للكهرباء في المسجد الحرام كان عام 1346 هـ.

- أول استعمال للمراوح الكهربائية في المسجد الحرام كان عام 1366هـ.

- أول استعمال لمكبرات الصوت في المسجد الحرام كان عام 1375 هـ.

- أول توسعة للمطاف في التاريخ كانت عام 1377 هـ.

- أول صلاة مع الإمام جماعة و فروضاً في الطابق العلوي للمسجد الحرام و الذي أُنشئ في التوسعة السعودية كانت عام 1379 هـ.

مسرد السدانة (الحجابة)

السدانة و الحجابة بمعنى واحد، و هي تولّي خدمة البيت و فتح بابه و إغلاقه، و قد كانت السدانة قبل قريش لطسم و هي قبيلة من عاد ، ثم وليتها خزاعة، ثم وليها قصيّ فأعطاها إلى ولده عبد الدار، ثم هو اعطاها بدوره إلى ولده عثمان، فلم تزل تنتقل في أولاده إلى أن انتهت إلى عثمان بن طلحة ثم إلى ابن عمه شيبة.
استمرت السدانة في ولد شيبة إلى الآن بأمر من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حيث دفع إليهم المفتاح عام فتح مكّة المُكَرَّمة و قال: (( خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم)).
مسرد طيب الكعبة المُشَرَّفَة
- تطييب الكعبة المُشَرَّفَة و تجميرها أمر قديم من أيام ما قبل الإسلام. و قد أقرّه الرسول صلّى الله عليه و سلّم و كانت في بعض الأحيان تُطلى كاملةً بالطيب.
- في عهد معاوية رضي الله عنه أجري الطيب للكعبة المُشَرَّفَة في كل صلاة.
- في عهد عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه كانت تُجمَر كل يوم و يُزاد في ذلك يوم الجمعة. و قد طيّبها دَهناً من داخلها و خارجها حين فرغ من بنائها.
- طيّب المهدي العباسي الكعبة المُشَرَّفَة من داخلها و خارجها بأخلاط من الطيب و بالمسك و العنبر و تتابع الناس على تجميرها و دهنها بالطيب.
- يعتبر بعض الفقهاء أن تطييب الكعبة المُشَرَّفَة نوع من تطهيرها الذي أمر الله تعالى به في قولِه تعالى: " وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" – سورة الحج – الآية 26.
مسرد بعض الحوادث التي مرّت بالكعبة المُشَرّفة
- هَمّ أعداء الإسلام على توالي الأحقاب و الدهور من انتقاص قدر البيت المُعَظَّم. و تذكر بعض الروايات التاريخية أن أول من سعى في هدم الكعبة المُشَرَّفَة تُبَّع الحميري، و ود لو نقل حجارتها إلى اليمن ليصرف العرب عن مكّة و ليعم الرخاء و الازدهار ربوع اليمن. و لكن الله سبحانه و تعالى هداه على يد حبرين من أحباره فأرياه طريق الحق، فعاد عن غيّه و عظّم البيت و كساه ديباجاً.
- مما ثبت قرآناً و تاريخاً قصة أصحاب الفيل. و مضمونها أن أبرهه الحبشي بنى كعبة في اليمن سمّاها القليس ، و أنفق على بنائها أموالاً طائلة ليصرف الناس عن البيت إليها، و جاء بجيش يتقدّمه فيل ليهدم البيت المُعَظَّم ، فجعل الله كيده في تضليل ، و أرسل عليه و على جنوده طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل فجعلهم كعصف مأكول، أي أهلكتهم عن آخرهم.
- احترقت الكعبة المُشَرَّفة أيام قريش بسبب شرارة طارت من مجمرة لامرأة كانت تجمر الكعبة ، فتعلقت الشرار باستار الكعبة و انتشرت النار في كل أثوابها التي كانت توضَع متراكمة على بعضها، يوضع الجديد فوق القديم بدون إزاحة القديم.
- غمر مكة المُكَرَّمة سيل عظيم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و هو المشهور بسيل أم نهشل. و احتمل السيل مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام إلى أسفل مكة، و عفى موضع المقام ، و كُتِبَ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأقبل فزعاً. و بعد أن تثبت من موقعه السابق تثبيتاً يقينيّاً أعاده إلى مكانه الأصلي و أحكم بناء أساسه، فهو في موضعه تماماً إلى اليوم.
- أزيل الحجر الأسود من مكانه غير مرة من جرهم و إياد و العمالقة و خزاعة و القرامطة، ثم أعاده الله سبحانه و تعالى آخر مرة من القرامطة. و هذه آية من آيات الحجر الأسود. فلقد أزاله القرامطة من مكانه و سافروا به فترة من الزمن ، و ذلك حينما جاء أبو طاهر سليمان بن حسن القرموطي في موسم سبع عشرة و ثلاثمائة، و نهب الحجيج و قتلهم، و ذهب بالحجر إلى الكوفة، و استمر عندهم إلى أن اشتراه المطيع لله أو المقتدر على خلاف، و أعيد إلى مكانه عام 339 هـ ، و لما ذهب بالحجر الأسود هلك تحته أربعون جملاً، و لما عاد إلى مكة سمن القعود الذي يحمله. و كان سبب أخذهم الحجر الأسود هو عزمهم على تحويل الكعبة إلى هجر.
- من أسوأ الحوادث التي مرّت على الكعبة المُشَرَّفة أن رجلاً و امرأة فجرا في داخل الكعبة المُشَرَّفة حيث وقع إساف على نائلة، فمسخهما الله تعالى حجرين ، فأخرجا من الكعبة المُشَرَّفة و وضع أحدهما على الصفا و الآخر على المروة للعبرة، فتحولت بعد ذلك أصنام تُعبَد بأمر من عمرو بن لحي الخزاعي، ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق الكعبة المُشَرَّفة و الثاني في موضع زمزم.
- كانت ولاية البيت العتيق بيد جرهم، ثم بعد إهمالهم لها و طغيانهم عاقبهم الله سبحانه و تعالى و سلّط عليهم خزاعة فنازعتهم فيه و انتزعته منهم.
- حين هدمت قريش الكعبة المُشَرَّفة لإعادة بنائها بعد تصدّعها حصل خلاف بين قبائل قريش حين وصلوا في البناء إلى مستوى الحجر الأسود على من سيضع الحجر في مكانه، لأن في ذلك شرفاً عظيماً ، و وصل النزاع بينهم إلى درجة العزم على القتال، حيث قربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً، ثم تعاقدوا هم و بنو عدي بن كعب على الموت، و أدخلوا أيديهم في ذلك الدم الذي في الجفنة ، فسُمّوا بعد ذلك لعقة الدم. لكن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم – و كان عامئذٍ أسن قريش كلها – قال يا قريش: اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب المسجد – باب بني شيبة – ففعلوا، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلّم و ذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات، فاحتكموا إليه، فحلَّ النزاع بينهم فوضعه بيده الشريفة في مكانه ، و لكن بعد أن أشركهم ظاهرياً في ذلك بأن طلب رداء وضع الحجر فيه و طلب من كل قبيلة عضواً يمسكون بأطراف الرداء و يرفعونه إلى مستوى مكانه فأخذه هو وضعه بيده الشريفة مكانه. و هو تدبير إداري حكيم حجب حرباً ضروساً من أن تقع بين قريش.
- تعرّضت الكعبة المُشَرَّفة إلى ضرب المنجنيق على يد الحصين بن نمير قائد جيش يزيد بن معاوية و ذلك في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، مما أدّى إلى تهدمها عام 64 هجرية. ثم ضُرِبَت بالمنجنيق مرّة أخرى على يد الحجاج بن يوسف الثقفي في آخر ذي الحجّة من عام 72 هجرية في فترة حصاره لابن الزبير.
- احترقت الكعبة المُشَرَّفة في زمن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، و ذلك حين اعتصم بمن معه بالكعبة المُشَرَّفة حين حصار جيش يزيد بن معاوية له و كان سبب الحريق أن أحد رجال بن الزبير أوقد ناراً طارت منه شرارة إلى أثواب الكعبة المُشَرَّفة فاحترقت موادها الخشبية لأن بنائها زمن قريش كان صفّاً من حجارة و صفّاً من خشب، و كان ذلك سبباً في تصدّعها مما أدّى بالإضافة إلى ضربها بالمنجنيق إلى تهدمها و ضرورة إعادة بنائها.
- مرّ على الكعبة المُشَرَّفة فيضانات و سيول مُخَرِّبة عبر تاريخها الطويل. و لقد سُجّل من هذه الحوادث الجارفة تاريخياً حوالي سبعين سيلاً. و اشتهرت أسماء كثير منها مثل سيل أم نهشل، و الجحاف، و المخبل، و ابن حنظلة، و القناديل و الخديوي و غير ذلك.
و تسمية هذه السيول إما أن يكون بإسم شخص مات فيه، أو بصفة مدى قوته و تدميره، أو بإسم مرض انتشر بسببه ، أو بإسم زمن وقوعه، أو بآثاره على الحرم، أو بإسم الشخصية التي حجّت في تلك السنة. و غالباً لا يمر أكثر من ثلاثين عاماً إلا و يحدث شيء من هذه السيول.
- من حوادث التاريخ للكعبة المُشَرَّفة أن قريشاً حين ضاقت ذرعاً برسول الله صلّى الله عليه و سلّم و بني هاشم اتخذوا نوعاً من العقوبة أشبه بما يُسَمَّى اليوم بالمقاطعة الاقتصادية، فكتبوا صحيفة في ذلك توصي بمقاطعة النبي صلّى الله عليه و سلّم و من يناصره من أهله و قرابته مقاطعة اقتصادية و اجتماعية، و علّقوا الصحيفة داخل الكعبة المُشَرَّفة تعظيماً لشأنها، و استمر الحال ثلاث سنوات ذاق فيها بنو هاشم الموت عياناً ، فهيأ الله خمسة من رجال قريش لم يرضوا بأحكام الصحيفة أن يتآمروا على نقضها في جدال عام على ساحة الكعبة، و لما ثار النزاع بينهم و بين قريش حكم أبو طالب - و هو أول من قاطعته قريش – بأن يقرأوا الصحيفة و ينفذوا ما فيها لأنهم أخطأوا قراءتها و كتابتها في الأصل، فأخرجوا الصحيفة و وجدوا أن الأَرَضَة (دودة الخشب) تخيّرت مواطن الكتابة فأكلتها ماعدا اسم الله ، و بهذا فُكّ الحصار.
- و من حوادث ما يكون آخر الزمان بالنسبة للكعبة المُشَرَّفة ما رواه الشيخان و النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: << يخرب الكعبة ذو السويقتين>>. و أخرج أحمد و غيره عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه. و زاد <<ويسلبها حليها، و يجردها من كسوتها، فلكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله>>.

-( مسرَد معاليق و حلية الكعبة المُشَرّفة )-
أولاً : مسرَد معاليق الكعبة المُشَرّفة
معاليق الكعبة المُشَرّفة هي الأشياء التي تُعَلَّق بداخلها على جدرانها أو المشاجب التي على الأعمدة الثلاثة و فيما بينها، سواء كانت هذه المعاليق مواد عينية أو صُحُفاً مكتوبة.
كان الخلفاء و الأمراء و الأثرياء يرسلون إلى الكعبة المُشَرّفة هدايا عينية فتُعَلَّق في داخلها و تصبح ملكاً من أملاكها و تشمل أواني من الذهب و الفضة و قوارير مرصَّعة بالياقوت و اللؤلؤ ، و جواهر و أحجاراً كريمة، و هي أشكال متنوعة مثل الأهِلّة و الأقداح و العقود المشمسة و السلاسل و القناديل و غير ذلك.
أبقى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم للكعبة مالها و معاليقها، و لم يُزِل منها سوى الصور.
و من معاليق الكعبة المُشَرّفة الكتابية:
- صحيفة قريش الغاشمة الظالمة في القطيعة الكاملة ضد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و بني هاشم في العام السابع من البعثة النبوية الشريفة و استمرت مُعَلَّقة داخل الكعبة المُشَرّفة ثلاث سنوات إلى أن أكلتها الأرضة و انتهت القطيعة.
- المُعَلَّقات السبع أو الثمان أو العشر التي كانت مُعَلَّقة داخل الكعبة المُشَرّفة ، و هي عبارة عن قصائد مُختارة من شِعر العرب و لنفاستها تُعَلَّق بالكعبة اعترافاً بقيمتها الأدبية، و لتعلق في أذهان الصغار و الكبار و لتخلِّد عمل الأدباء.
- صحيفة السفاح الخضراء.
- قصبات المبايعة لبعض الولاة.
- العهد الذي كتبه المعتمد لولديه و البيعة لهما بالولاية من بعده.
- عهد البيعة و عقد ولاية العهد للأمين و المأمون من قِبَل والدهما الرشيد.
و كانت جميع هذه المُعَلَّقات تُخرَج بعد انتهاء مهمتها.
توجد الآن اللوحات التذكارية التي تُخَلِّد أعمال بعض الخلفاء و الأمراء و الملوك في بناء أو ترميم الكعبة المُشَرّفة و آخرها لوحة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للترميم الشامل للكعبة المُشَرّفة عام 1416 هـ.
.. و فيما يلي صور اللوحات التذكارية